احنا قدها و لا كلام على الفاضي؟
Corruption keeps us safe & warm
الاقتباس أعلاه مأخوذ من الفيلم الرائع سيريانا Syriana و الذي عرض منذ فترة قريبة في القاهرة ، الفساد يبقينا آمنين و دافئين ، بغض النظر عن السبب الذي قيلت فيه هذه الجملة و لكني أعتقد أن الجملة تحمل الكثير من الحقيقة خصوصا لو أننا طبقناها في مصر ، الجميع يتكلم عن الفساد الذي أصبح يأكل في جسد مصر على كافة الأصعدة مثل السوس في الخشب ، الجميع ينتقد و يناضل و يكافح و يستنكر و يشجب ، لكن هل سأل كل منا نفسه هل يمكن أن نعيش في مصر بدون فساد؟ هل ستكون مصر هي نفس البلد الذي تربى فيه الملايين و عشقوا نيلها و ترابها ؟ هل يمكن تخيل أن يذهب أحدنا الى مصلحة حكومية دون أن تكون لديه أدنى نية في تسهيل اجراءاته برشوة ( اكرامية) أو حتى بدون أن يستعين بصديق أو معرفة أو قريب (واسطة) من أجل الاسراع في انجاز المهمة ؟ يحدث أن تسحب رخصة القيادة لأي سبب سواء كان تجاوز السرعة القانونية أو مخالفة من المخالفات الغريبة ، فيسارع أحدنا الى الاتصال بفلان و علان من أجل استرجاعها دون دفع الغرامة المقررة و طبعا دون الدخول في متاهات المصالح الحكومية .. ترى لو تغير الوضع هل سنكون فعلا سعداء بأن نذهب و ندفع الغرامة القانونية كبيرة كانت أو صغيرة ؟ هل سنتأقلم و يكون لدينا اعتقاد جازم بأن هذا هو الأفضل أم أننا سنتحسر على أيام الفساد و عزها ؟
هل أستاذ الجامعة الذي ربما يتكلم عن الفساد في أحد أشكاله سيكون سعيدا عندما لا يستطيع أن يجعل من ابنه معيدا في الكلية التي يدرس بها لأن القوانين صارمة و لا تقبل الاستثناءات؟ هل سنكون راضين عندما نعلم أن أحد المعارف يعمل كمدير أو رئيس لشركة كبيرة و لا يستطيع الرجل أن يخدمنا في وظيفة لأن القواعد قواعد ؟؟
حتى لا يتبادر الى أذهانكم أنني لا أفعل هذا ، فكاتب هذه الأسطر ليس بمعزل عن هذا المجتمع ، تصيبه آفاته و أمراضه و يعاني منها كما يعاني غيره ، يعيش متأثرا كما يعيش مؤثرا ، و حتى لا يظن البعض أنني هنا لأقول ليبقى الحال كما هو عليه حتى لا نجلب مشاكل أكبر أو لأننا مستفيدين بشكل أو بآخر من هذا الفساد ، و لكن هي دعوة فعلا لأن نكون صرحاء مع أنفسنا ، هل نحن فعلا ضد الفساد أم أن التحضر و المدنية يفرضان علينا أن نكون ضد الفساد ؟
الاقتباس أعلاه مأخوذ من الفيلم الرائع سيريانا Syriana و الذي عرض منذ فترة قريبة في القاهرة ، الفساد يبقينا آمنين و دافئين ، بغض النظر عن السبب الذي قيلت فيه هذه الجملة و لكني أعتقد أن الجملة تحمل الكثير من الحقيقة خصوصا لو أننا طبقناها في مصر ، الجميع يتكلم عن الفساد الذي أصبح يأكل في جسد مصر على كافة الأصعدة مثل السوس في الخشب ، الجميع ينتقد و يناضل و يكافح و يستنكر و يشجب ، لكن هل سأل كل منا نفسه هل يمكن أن نعيش في مصر بدون فساد؟ هل ستكون مصر هي نفس البلد الذي تربى فيه الملايين و عشقوا نيلها و ترابها ؟ هل يمكن تخيل أن يذهب أحدنا الى مصلحة حكومية دون أن تكون لديه أدنى نية في تسهيل اجراءاته برشوة ( اكرامية) أو حتى بدون أن يستعين بصديق أو معرفة أو قريب (واسطة) من أجل الاسراع في انجاز المهمة ؟ يحدث أن تسحب رخصة القيادة لأي سبب سواء كان تجاوز السرعة القانونية أو مخالفة من المخالفات الغريبة ، فيسارع أحدنا الى الاتصال بفلان و علان من أجل استرجاعها دون دفع الغرامة المقررة و طبعا دون الدخول في متاهات المصالح الحكومية .. ترى لو تغير الوضع هل سنكون فعلا سعداء بأن نذهب و ندفع الغرامة القانونية كبيرة كانت أو صغيرة ؟ هل سنتأقلم و يكون لدينا اعتقاد جازم بأن هذا هو الأفضل أم أننا سنتحسر على أيام الفساد و عزها ؟
هل أستاذ الجامعة الذي ربما يتكلم عن الفساد في أحد أشكاله سيكون سعيدا عندما لا يستطيع أن يجعل من ابنه معيدا في الكلية التي يدرس بها لأن القوانين صارمة و لا تقبل الاستثناءات؟ هل سنكون راضين عندما نعلم أن أحد المعارف يعمل كمدير أو رئيس لشركة كبيرة و لا يستطيع الرجل أن يخدمنا في وظيفة لأن القواعد قواعد ؟؟
حتى لا يتبادر الى أذهانكم أنني لا أفعل هذا ، فكاتب هذه الأسطر ليس بمعزل عن هذا المجتمع ، تصيبه آفاته و أمراضه و يعاني منها كما يعاني غيره ، يعيش متأثرا كما يعيش مؤثرا ، و حتى لا يظن البعض أنني هنا لأقول ليبقى الحال كما هو عليه حتى لا نجلب مشاكل أكبر أو لأننا مستفيدين بشكل أو بآخر من هذا الفساد ، و لكن هي دعوة فعلا لأن نكون صرحاء مع أنفسنا ، هل نحن فعلا ضد الفساد أم أن التحضر و المدنية يفرضان علينا أن نكون ضد الفساد ؟
Comments