أجدع ناس


من هم أجدع ناس أو أجدع الناس لتكون عبارة صحيحة لغويا؟
من الذي جعل الشعب الفلاني أجدع الناس أو أكرم الناس أو حتى أبخل الناس؟
لماذا نعتقد أننا كمصريين شعب الله المختار ، فنحن شعب الحضارة و شعب الكرم و شعب الأصالة و شعب خفة الدم و شعب كل شيء حلو و جميل و ليس بنا أي عيوب و كل شيء عال العال و نعيش أزهى عصور الديموقراطية !
الغريب أننا نبدع في نقد خلق الله كلهم من اليابان حتى أمريكا و من القطب الشمالي حتى القارة المتجمدة جنوبا ، هؤلاء عنصريون ، هؤلاء بخلاء ، و هؤلاء باردون و هؤلاء اباحيون ... الخ ، و لكننا نغضب أشد الغضب اذا ما انتقدنا الآخرون ، فهم إما عملاء او حاقدين موتورين أو أو ..و خلاصة القول أنهم بنقدهم لمصر فهم لا يتمنون لها الخير حتى و إن كانوا مصريين شربوا من نيلها و أكلوا من خيرها ، الغريب أيضا أن البعض يعتقد أن مجرد نقد المصريين يعتبر قلة أدب ، أو أننا لا يجب ان ننقد أنفسنا لأننا اذا انتقدنا المصريين فإننا ننقد أخوالنا و أعمامنا و خالتنا و عماتنا ناهيك طبعا عن أمهاتنا و آباءنا ، أو لأنها بلدنا و خلاص .. و اللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد !!
تستوقفني كثيرا بعض الأقوال و التعليقات أو حتى المواقف من الناس في مواقف قد تثبت أن لدينا غروروا أو لنقل ثقة زائدة في النفس ، فإذا أردت أن تسافر الى البلد الفلاني فلا تقلق سيدي الفاضل فسيأتي اليك من ينصحك دوما بالكثير من النصائح ، و تختلف النصائح من شخص الى شخص و بحسب البلد وجهة السفر ، و لكن ضمن تلك النصائح الغالية لابد أن يحدد لك (الناصح الأمين ) موقف أهل البلد الذي ستزوره من المصريين ، و غالبا ما سيقول لك : ( بيموتوا في المصريين .. أول لما يعرفوا انك مصري هايخدوك بالحضن ) و أنا هنا أتعجب لماذا ؟؟ لماذا المصريين تحديدا ؟؟ أنا أعرف أشخاصا ذهبوا الى بلدان لطالما عرفت بأنها محبة لمصر و المصريين و حاولوا بكل الطرق أن يظهروا أنهم مصريون و لا شيء يذكر و كأنه لا حياة في من تنادي ، و ما أعرفه أنه من الطبيعي انسانيا أن يكون الانسان ودودا مع الأغراب بحكم أنهم أغراب و ليسوا في حاجة الى شخص ( كئيب ) يزيد من غربتهم ، لكن أن تكون هناك جنسية معينة هي مثار ترحيب جميع سكان العالم .. فهذا ضرب من الخيال و الغرور.
و نحن أيضا ننجب أذكى أطفال العالم مع أننا في مصاف دول العالم الثالث (بلاش أقول المتخلف ) بلا أي رصيد في أي مجال من مجالات التقدم ، و طبعا الدليل على هذه الخزعبلات هو الفرعون المصري الدكتور زويل و الدكتور فاروق الباز و الدكتور (السير) مجدي يعقوب و لولا مصر ما كانت لتقوم لهم قائمة !! ، و قد قرأت مقالا منذ اسبوعين تقريبا في أحد الصحف المصرية المستقلة يتحدث عن أسطورة الطفل المصري الذي يولد بمعدلات ذكاء أعلى من أفطال العالم و و يخلص الى أن هذا الكلام ما هو الا هراء لا ينم الا عن عنصرية ساذجة ، الغريب أن البعض و نحن نعيش في زمن يمكن لأي شخص ان يعرف أي شيء عن أي شيء تردد أجهزة الاعلام المصرية هذه الفضائح .. و الله فضايح فعلا.

و نحن كمصريين بلد الآثار و مصر بها ثلث آثار العالم و مع ذلك فلسنا في مقدمة الدول السياحية على مستوى العالم لماذا ؟ بغض النظر تماما عن أسباب هذا التراجع و لكن لماذا حفظنا منذ ضغرنا بأن بلدنا بلد سواح ؟؟ أين هم هؤلاء السواح ؟؟ هل نحن مثل اسبانيا مثلا أو تايلاند او ماليزيا أو حتى دبي ( اللي بقالها كام سنة بس ) ؟؟ نحن قد لا نوضع في تصنيف يضم هذه الدول أو المدن في أعداد السياح و غيره ، طيب طالما أننا كذلك .. فلماذا النعرة الكذابة التي نعيش فيها ؟؟
ارحمونا بقى يرحمكم الله .

Comments

Popular posts from this blog

عن البهائية و البهائيين أكتب

شيفرة دافنشي The Da Vinci Code

The first post.