كل سنة وأنت طيب ياريس

من بين أستار الليل‏..‏ يطلع الفجر‏..‏ ومن بين حجب الغيام‏..‏ تشرق الشمس‏..‏ ومن قلب الشدائد والمحن‏..‏ يولد الأبطال العظام‏..‏ومن وسط الأنواء والعواصف‏..‏ يظهر الربان الماهر الذي يقود بيقظة وحنكة وحكمة سفينة الوطن إلي بر الأمان والسلام‏..‏وإذا كنا نعيش هذه الأيام وسط عالم مضطرب متقلب الأهواء والأنواء‏..‏ ووسط متغيرات دولية لا تستقر علي حال‏..‏ ولا يهدأ لها منوال‏,‏ فإنه من حسن طالع هذا البلد الطيب‏..‏ أن وهبه الله ربانا ماهرا وقائدا ملهما‏..‏ الحكمة كتابه والصدق جوابه‏..‏ وهموم مصر في صدره مكان القلب‏..‏ نحتفل كلنا هذه الأيام بعيد مولده‏..‏ ونحن معه وهو يقود سفينة الوطن‏..‏ غير خائفين أو هيابين‏..‏ متقدمين لا متراجعين‏..‏ متفائلين لا متشائمين‏..‏معه وبه يمضي زورقنا‏..‏ لكي نرسو كلنا علي شاطيء بلا ألغام‏..‏ بلا أوهام‏..‏ تظللنا معا أشجار التحدي والتصدي‏..‏ لا مكان بيننا لمتخاذل هراب‏..‏ ولا لمتوجس مرتاب‏..‏ ولا مقعد بيننا لحاسد‏,‏ أو حاقد‏,‏ أو كاره لوطنه ودينه وبيته‏..‏
لن نوقد في يوم مولدك يا سيادة الرئيس‏..‏ الشموع‏,‏ وندق الطبول‏,‏ ونعلق الزينات‏,‏ ونقيم الأفراح والليالي الملاح‏,‏ وندبج القصائد‏,‏ ونفرق الوعود‏..‏ ولكننا نعدك بأن نزرع معك الأرض زهورا وورودا‏..‏ ونحمي سنابل القمح في الحقول من غربان الحاقدين حتي تكبر وتنضج وتملأ البيوت المصرية دفئا وشبعا‏.‏لن نوقد في يوم مولدك يا سيادة الرئيس الشموع‏,‏ ونوزع أوراق الوعود‏..‏ ولكننا سوف نصد معك بكل سواعدنا هجمة الإرهاب الشرسة‏..‏ ونجتث جذورها‏,‏ ونقلع أنيابها‏,‏ ونطرد أذنابها‏,‏ ونطهر الوطن من رجسها‏..‏لن نوقد في يوم مولدك الشموع‏,‏ ونوزع أوراق الوعود‏..‏ ولكننا نعدك بأن نكون دائما يدا واحدة وقلبا واحدا‏..‏ لا مكان بينا لزارع فتنة‏,‏ أو مفرق أمة‏,‏ ولا مقعد في صفوفنا لسارق فرح‏,‏ أو صانع جرح‏..‏لن نوقد في يوم مولدك الشموع‏,‏ ونوزع أوراق الوعود‏,‏ ولكننا سوف نقف معك وأنت تدبر مقعدا لكل تلميذ في المدرسة‏..‏سوف نقف معك‏,‏ وأنت تدبر وتوفر وتخطط لكي يتوافر لكل خريج عمل ورزق شريف‏,‏ وكما وعدت يا سيادة الرئيس في برنامجك الانتخابي‏,‏ وأنت كما نعرفك إذا قلت صدقت‏,‏ وإذا وعدت أنجزت‏,‏ وإذا فكرت دبرت وحسبت‏..‏ وشباب مصر رصيدها في بنك المستقبل ينتظر في ثقة وأمل‏..‏ الأربعة ملايين ونصف المليون فرصة عمل التي وعدتهم بها‏,‏ والألف مصنع التي ستفتح أبوابها لهم‏,‏ والمليونين ونصف المليون فدان التي ستضاف إلي خريطة الرقعة الزراعية‏..‏ خيرا ورزقا وأملا‏..‏
والجواب ببساطة‏:‏
لأنه يتحمل ما لم يتحمله أحد من هموم مصر والمصريين صبحا وعشية‏,‏ ليتوافر لكل إنسان ما يستر البيوت‏,‏ ويربي الأطفال‏,‏ والملبس‏,‏ والدواء‏,‏ وطريق مرصوف‏,‏ وشربة ماء نظيفة‏,‏ ونور كهرباء يطرد الظلمة والعتمة‏,‏ ومقعد مريح في أوتوبيس أو قطار‏,‏ وخدمة من موظف عمومي دون إرهاق ودون تأخير‏..‏ ومسكن لشاب حديث التخرج بالتقسيط المريح‏,‏ ورعاية خاصة لمحدودي الدخل في الأجر والمعيشة‏
لأنه قد حجز لمصر مقعدا دائما تحت شجرة الحكمة بسياسته العاقلة المتزنة التي لا تنزلق إلي متاهات ودروب لا قبل لنا بها‏..‏ ولم يرفع مع الرافعين شعارات زائفة تدفع بأبنائنا إلي معارك وهمية نخسر فيها كل شيء‏,‏ ولا نكسب من ورائها إلا الحسرة والندم‏.‏
جمع كلمة العرب‏,‏ ووحد بين صفوفهم في القمم العربية المتعاقبة‏..‏ وسافر في رحلات مكوكية يصالح هذا ويصلح ذاك‏..‏ يرتق ثوب مشكلة‏,‏ ويداوي جراحا تنزف‏,‏ ويطفيء نارا مشتعلة بين جارين‏..‏ثم أليس هو صاحب اقتراح القمم الصغيرة المتعاقبة‏,‏ لكي نحاصر المشكلات قبل أن تتحول إلي قضايا وأسلاك شائكة يصعب تخطيها وتجاوزها دون جراح؟
ألم يسافر إلي كل عواصم العالم في رحلات مكوكية‏..‏ من أجل أن يسير قطار الإصلاح الاقتصادي المصري في طريقه المرسوم‏..‏ ومن أجل وضع حل لكل القضايا والخلافات العربية والدولية؟‏
أليس هو صاحب أول دعوة في العالم قبل نحو عشرين عاما لعقد مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب‏..‏ وهاهو العالم كله‏,‏ شرقه وغربه وشماله وجنوبه‏,‏ يعترف له بأنه أول من نبه إلي خطورة الإرهاب الأسود‏,‏ الذي يكتوي العالم الآن بناره وشروره‏..‏ ونكتوي نحن معه؟‏
أليس هو من خطا بمصر خطوة مهمة علي طريق الديمقراطية‏,‏ عندما فجر مفاجآته السياسية بتعديل الدستور‏,‏ لكي يجري انتخاب رئيس الجمهورية في مصر‏,‏ لأول مرة‏,‏ بالاقتراع الحر المباشر بين أكثر من مرشح؟
ولأن المرأة المصرية في عهده نالت العديد من الحقوق السياسية والاجتماعية‏,‏ وتساعده وتسانده علي الدرب نفسه السيدة سوزان مبارك التي تقود حركة تنوير المرأة‏,‏ والأخذ بيدها لا في مصر وحدها‏..‏ بل في العالم كله‏..‏
ألا يكفي هذا كله لكي نواصل معه المسيرة علي طريق تقدمنا نحو الخير والحق والعدل والسلام؟

سيادة الرئيس‏سلمت لمصر وسلمت مصر بك‏..‏وكل سنة ومصر معك بخير‏..‏وكل سنة وكل المصريينبك ومعك بخير وسلام‏..‏
-----------------------------------------------------------
المقال أعلاه منقول من جريدة الأهرام الصادرة يوم الأربعاء 3 مايو 2006 .. المقال هو افتتاحية الأهرام
بصراحة اعتقدت أن المقال مفبرك أو أنه مكتوب في أحد صحف المعارضة على سبيل التندر و الفكاهة و لكن بعدما قرأت المقال بأم عيني في صفحة الاهرام على الانترنت تبين لي أن المقال حقيقي و أنه كتب بمناسبة عيد ميلاد الريس .. فلم أستطع الا أن أنقله و أقول كل سنة و انت طيب يا ريس

Comments

Popular posts from this blog

عن البهائية و البهائيين أكتب

شيفرة دافنشي The Da Vinci Code

The first post.